غرزة الزوج جريمة يتواطأ فيها المجتمع مع الطب

BarAman-WS

في مجتمعاتنا تُحمل المرأة مسؤولية المتعة الجنسية ومسؤولية فشل العلاقة الزوجية وحدها. فليس من المستغرب أن تحاول المرأة جاهدة التخلص من أعباء اللوم المستمر، حتى لو اضطرت للجوء إلى غرف العمليات الجراحية وتحمل آلام الجراحة طيلة العمر. هذه المعاناة التي تواجهها النساء بسبب الهوس بفكرة ضيق المهبل، التي تجعلهن يلجأن لما يعرف بغرزة إرضاء الزوج (husband’s stitch) وهو إجراء جراحي من المفترض أن يقوم فيه الأطباء بخياطة تجميلية في حال اضطرارهم للقيام بشق العجان لتسهيل عملية الولادة الطبيعية، وهو ما يحدث في حالات طبية نادرة لكننا نجد استخداماً واسعاً لغرزة الزوج بهدف زيادة المتعة الجنسية للزوج، حتى لو كان ذلك على حساب صحة الزوجة وراحتها.

لا صوت يعلو فوق متعة الرجل الجنسية

على الرغم من وجود قانون يلزم الطبيب بالحصول على موافقة المريض على الإجراء الجراحي في غير حالات الطوارئ، لكن يوجد العديد ممن حصلن على غرزة إرضاء الزوج دون معرفتهن المسبقة أو أخذ موافقة واضحة منهن؛ فالطبيب هنا يعطي أولوية لمتعة الرجل الجنسية أكثر من حق المرأة في اتخاذ قرار يخص جسدها، بل ويؤثر على صحتها.

الخوف عدو النساء ودافعهن الأول

يلقى على عاتق النساء محاربة الزمن. فالمجتمع يفرض عليهن إخفاء أي دليل قد يثبت تقدمهن في العمر وإلا وصمن بالإهمال. وما المهبل عن هذه الحرب ببعيد، فالتقدم في العمر والتغيرات الهرمونية والولادات المتكررة تُضعف عضلة المهبل؛ مما يدفع العديد من النساء للقيام بعمليات جراحية لتضييق المهبل بعد تعرضهن للعنف الجنسي والنفسي على يد شركائهن، فالبعض يهدد زوجته بالزواج بأخرى أو يهددها بالطلاق بسبب عدم قدرته على الاستمتاع بالعلاقة الجنسية. وفي حال كان الزوج هو المعيل لها وللأسرة لا تجد المرأة خياراً آخر للحفاظ على مصدر دخل الأسرة سوى القبول بإجراء جراحي تتحمل مخاطره وآلامه وحدها.

بيع الوهم

في أغلب الحالات لا يوجد داع طبي لإجراء تضييق للمهبل، سواء جراحي (غرزة الزوج) أو بالليزر. ومع ذلك تمتلئ مواقع التواصل الاجتماعي بالإعلانات التي تروج لعيادات الجراحة التجميلية التي تعد النساء بحل مشاكلهن الزوجية واستعادة شبابهن بدون ألم. وتكمن مشكلة هذه الإعلانات في كونها مضللة فهي لا توضح المخاطر والمضاعفات التي قد تتعرض لها المرأة بعد إجراء العملية، مثل النزيف والعدوى المهبلية والألم أثناء ممارسة الجنس الذي سيصبح ملازماً لها. كما حذرت إدارة الغذاء والدواء FDA من استخدام الليزر في عمليات تضييق المهبل بسبب مضاعفاته.
وبذلك تستغل هذه العيادات قلة وعي النساء بعدم ضرورة وانعدام جدوى هذا الإجراء في معظم الأحيان، فبحسب د.جيسانا كوبر، طبيبة أمراض النساء والتوليد في برمنغهام، ألاباما.
“لا تؤثر غرزة الزوج على تماسك المهبل بشكل عام، لأن هذا يرتبط بقوة قاع الحوض وسلامته أكثر من ارتباطه بحجم فتحة المهبل”.

المعرفة أولى خطوات حل المشكلة. فمن المهم أن تفهم النساء أجسادهن بشكل أفضل ليصبحن قادرات على اتخاذ أي قرار يخصهن، كما ينبغي أن ندرك أن الهدف من الطب تقديم الرعاية الصحية للمرضى، وليس تحقيق مطالب وأحلام ذويهم على حساب صحة المريض وراحته.

كتابة: مريم الشبيني.