في إطار حملة الـ16 يومًا من النشاط لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، والتي تبدأ من يوم 25 نوفمبر وحتى 10 ديسمبر من كل عام، دشنت مبادرة “برّ أمان” حملة “ورا الحيطان” لسنة 2023 لتسليط الضوء على العنف الأسري، الذي تتعرض له الفتيات والنساء داخل المجتمع المصري.
لا يخفى على أحد أن مصر من أكثر الدول تسجيلًا لحالات العنف الأسري، حيث يتعرض نحو 25% من النساء داخل نطاق الأسرة إلى العنف الجسدي، ونحو 22% إلى العنف النفسي، وحوالي 6% يتعرضن إلى العنف الجنسي داخل منازلهن، وذلك فقط ما تم توثيقه من حالات –وفقًا للمسح الصحي للأسرة المصرية الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في عام 2022-، وما خفي كان أعظم.
وتعرّف المادة 2 من قانون الحماية من العنف الأسري لعام 2017 العنف الأسري بأنه “الجرائم التي يرتكبها أفراد الأسرة بحق أي من أفرادها الآخرين”، بينما لا يوجد تعريف محدد للعنف ضد النساء والفتيات في التشريعات الجزائية، كما لا يوجد تعريف شامل للعنف ضد النساء والفتيات، ما يساهم في عدم السيطرة على الارتفاع الملحوظ لهذه الحصيلة سنويًا داخل المجتمع المصري، وهو ما يستلزم سنّ قوانين واضحة تصف المعتدين داخل الأسرة بأنهم “جُناة”، وتغليظ العقوبة عليهم وفق هذه القوانين الجديدة.
ولأن رسالة مبادرة “برّ أمان” هي زيادة الوعي بكل قضايا المرأة، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وتقديم الدعم للفتيات في حربهن داخل وخارج البيوت المصرية، بهدف الوصول إلى مجتمع آمن وداعم للنساء خالٍ من التمييز، تهدف حملة “ورا الحيطان” لتوضيح أشكال العنف المختلفة التي تُمارس على المرأة داخل المنزل –الذي يفترض أن يكون مساحتها الآمنة-، والأثر النفسي الذي يترتب على هذه الممارسات.