في أوقات كتير، ممكن أي بنت تحس بشعور غريب وغير مريح وهي ماشية في الشارع أو قاعدة في مواصلة عامة، أو حتى في شغلها. شعور إنها تحت نظرات مش مبررة، نظرات طويلة وغير مريحة، بتخترق مساحتها الشخصية بدون كلمة أو فعل واضح. الغريب إن لما بتحاول تعبّر عن إحساسها، دايمًا بتتقال جملة واحدة: “محدش قرب لك”.
نظرة التحديق الذكورية، أو الـ male gaze، نوع من أنواع العنف الخفي اللي مبيتمسكش بسهولة، لكنه بيأثر بعمق على حياة الستات. التحديق ده مش مجرد نظرة عابرة؛ هو نوع من السيطرة الصامتة اللي بتمارسها الذكورية على جسم المرأة.
المشكلة الحقيقية في النوع ده من العنف إنه دايمًا بيتقال عنه إنه “مش حاجة”، وإنه “مجرد نظرة”، كأن مفيش ضرر حاصل فعلا. ولما أي بنت تشتكي منه، الرد بيبقى دايمًا “إنتي مكبرة الموضوع” أو “عايزة تلفتي الأنظار”.
حتى في أماكن العمل، التحديق ده بيخلق بيئة مش مريحة وبيخلي الستات تحس إنها في حالة إرهاب نفسي، خايفة تتحرك بشكل طبيعي، خايفة تتعامل بارتياح، وكل ده عشان “محدش يقول حاجة” أو “يتفرج عليها زيادة”.
النظرات دي بتسبب شعور بعدم الأمان وبتخلي الست تراجع نفسها طول الوقت: “لبسي كان مناسب؟”، “هو أنا عملت حاجة غريبة؟”، وبتوصل إنها تحس إن المشكلة فيها مش في اللي قدامها. ده غير إنها بتدمر الثقة في النفس، لأن طول ما النظرات دي مستمرة الست بتحس إنها مش موجودة كإنسانة، لكن كشيء جنسي مباح للانتهاك أو للحكم.
الحقيقة البسيطة هي إن النظرة دي بتندرج تحت العنف الخفي، لكن تأثيره كبير جدًا على المجتمع.
الستات ليها حق تكون في أي مكان من غير ما تحس إنها تحت الميكروسكوب، أو إنها لازم تتحمل شعور عدم الراحة وكأنه جزء طبيعي من يومها.
احترام وجود المرأة كإنسانة كاملة، مش كـ “شيء للنظر”، هو حق بديهي من حقوقنا.
كتابة: هبة خالد
تصميم: شروق علي
#عنف_خفي_أثر_باقي
#عنف_خفي
#بر_أمان






كتابة: هبة خالد
تصميم: شروق علي