العنف مش خلاف شخصي

514309320_663190740109960_1039212836524118793_n

كتابة: آية كمال ومروى سليم.

في محضر رسمي، الإعلامية مها الصغير اتهمت طليقها الفنان أحمد السقا بالاعتداء عليها وعلى سائقها بالضرب والسب في أحد كمبوندات 6 أكتوبر.

لما ست تتعرض للعنف من شخص كانت مرتبطة بيه، أول رد فعل من المجتمع بيكون التشكيك: “أكيد حصل حاجة، هي استفزته؟ مستحيل يعمل كده من غير سبب”.

لكن العنف ملوش مبرر، والعلاقات –أياً كان شكلها– عمرها ما بتدي إذن بالعنف، ولا تبرر السيطرة والضرب والإهانة.

اللي حصل مع مها الصغير هو امتداد لنمط متكرر: السيطرة مش بتخلص بالانفصال، ساعات بتحصل تحت عنوان “هو لسه بيحبها”، أو “مش قادر يستغنى عنها”…

لكن الحقيقة؟ ده عنف، والعناد والرفض لتسميته “عنف”، بيخلي الستات تشك في نفسها، وتفضل تعاني في صمت.

وقت انفصال أحمد السقا ومها الصغير، كان الترند كله عن “الست اللي سابت راجلها”، وكأن مجرد اختيار الست لإنهاء حياة مؤذية ليها خيانة، وكأن الراجل لما يتساب، يتحول تلقائيًا لـ “ضحية” وهي: “نمرودة، خاينة، مش مقدرة الراجل، ولا العشرة”.

المجتمع بيحب السيناريوهات السهلة، الست غلطانة، الراجل مظلوم، نقفل القصة ونكمّل، لكن الحقيقة؟ العلاقات مش نسخ كربون، ومفيش قاعدة بتتطبق على الكل.

اللي بيحصل حوالينا هو نوع من العنف الجمعي ضد ستات كتير:

تحكم نفسي، ضغط عاطفي، وسيناريو واحد بيتطبق على الكل.

كل ست بتحاول تختار إنها تقول “كفاية” تتوصم، كل ست بتتكلم، يُطلب منها تسكت عشان “تحافظ على الصورة”، بس إحنا محتاجين نكسر الحلقة دي، نفهم إن فيه حاجة اسمها عنف، حتى لو كان في كمبوند، وحتى لو الفاعل فنان مشهور، وحتى لو الناجية ست قوية ومشهورة.

محتاجين وعي حقيقي يفرّق

بين الحب وبين التملك، بين الاحترام، وبين محاولات إخراس صوت الست وإلغاء حريتها في إنها تختار حياتها.

كل الدعم لكل ست قررت ما تسكتش، وكل الدعم لمها الصغير، ولأي ست تعرضت للعنف وقالت: لأ.

كتابة: آية كمال ومروى سليم.

#بر_أمان