” الراجل ده عقدني حرفياً من فكرة الدكاترة النفسيين كلهم”. هذا ما قالته مها بعد تجربتها مع أحد الأطباء النفسيين.
وتضيف “كنت بتناقش معاه عن إني حاسة بمشكلة في صورتي الذهنية عن نفسي، وإني لسه شايفة نفسي تخينة مع إني خسيت كتير جداً الفترة الأخيرة، فرد عليا وقالي الست لازم تكون حلوة طبعا، اعملي تكميم معدة، دي بقت عملية رخيصة”.
ليس الجميع محظوظاً بالقدرة على زيارة طبيب نفسي من الأساس، وإذا استجمعتِ شجاعتك وتجاهلتِ رأي المجتمع ونظرته فيمن يذهبون لطبيب نفسي، فسوف تجدين نفسكِ أمام معضلة صعبة: كيف أختار الطبيب؟ هل هو محل ثقة؟ هل سيصدر أحكاماً عليّ؟ هل سيكون مستمعاً جيداً؟ هل سيكون متفتح الذهن؟ كيف أحكي لشخص غريب؟ هل سيفشي أسراري؟ هل سيستهزئ بي وبمشاعري وأفكاري؟ هل سيوصي بأحكام دينية؟
فإيجاد طبيب نفسي جيد شيء نادر حقاً؛ خاصة في مجتمع كمجتمعنا، متشبع بالعادات والتقاليد والتصورات الدينية؛ فبعض الأطباء والأخصائيين يصدرون أحكاماً على المرضى بسبب أفكارهم ومعتقداتهم الخاصة!
بل قد يسخرون أحياناً من محاولات الانتحار، كما جاء على لسان إحداهن: ” كانت محاولة نص كم”. قالتها لها طبيبتها!
حسب موقع النقابة العامة لأطباء مصر، في يوم 13 مارس 2022 أثناء إطلاق “المنصة الإلكترونية للصحة النفسية وعلاج الإدمان”، صرح الدكتور ممتاز عبد الوهاب: “نحتاج 7000 طبيب نفسي على الأقل، بينما المسجل بالجمعية 1300 طبيب، متواجد منهم داخل مصر 700 فقط”!
نحتاج إلى عدد أكبر من الأطباء والأخصائيين النفسيين، فوفقاً لآخر مسح قامت به الوزارة، يعاني 25% من المصريين من اضطرابات نفسية، ومع ذلك فعدد الأطباء النفسيين بالإضافة إلى الأخصائيين قليل جداً، ومع قلة عددهم، ليس جميع الأطباء والمتخصصين جيدين للأسف!
تخبرنا ندى ” كان ليا تجربة في القصر العيني كنت بروح لدكتورة كويسة جداً، وكانت بتسمعني. رحت بعدها مرة تانية لقيت الملف بتاعي بالتفاصيل اللي حكيتها متحول على دكتور تاني أوتوماتيك، عشان هي مش موجودة. حاولت أتكلم معاه كان بيهز راسه؛ اللي هو انجزي أنا عارف.. وكتب لي على أدوية كتير جداً علشان يخلص نفسه”.
ما يحدث في المشافي الحكومية من تحويل الملف الخاص بالمريض من طبيب لآخر، من غير استئذان المريض، يمثل انعدام المهنية بشكل فادح.
ما يجب على المريض أن يحتاط منه بشأن المعالج في جلسات العلاج النفسي:
- لا يحترم وجهة نظرك أو طريقتك لرؤية الأمور.
- يخبرك أن مشاكلك وصراعاتك ليست حقيقية أو يقلل منها.
- لا يحمي خصوصيتك، أو لا يكترث بها.
- يجعلك تشعرين بالسوء وتصبح نفسيتك أسوأ.
- يتقرب منك بشدة سواء عاطفياً أو جسدياً.
- يهينك أو يُؤذيك أو يتحرش بك.
- يرفض منحك معلومات عن طريقة العلاج أو الطرق التي يستخدمها.
- يتحدث كثيراً جداً أو قليلاً جداً.
- ينسى حالتك والتفاصيل التي تخبرينه بها، ولا يسجل ملاحظات ليتذكر.
تخبرنا (م.م): “عندما بدأت حالتي النفسية تسوء بسبب كلام المعالجة عن سوء علاقتي بالله، وإن دا ابتلاء عشان أنا بعيدة عن ربنا، بدأت أفكر في الانتحار بعد شهرين فقط من المتابعة معها، أخبرتني صديقتي بالتوقف عن الذهاب إليها، توقفت فوراً عن الذهاب”.
يوضح موقع الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان أن عدد المرضى على المنصة 13436 مريضاً، في مقابل 25 طبيباً نفسياً، و7 أخصائيين نفسيين فقط لا غير!
تحكي (ه.س): “رحت لدكتور استشاري مرتين. كنت أصلاً في مرحلة اكتئاب متقدمة، وكنت حاولت أنـ..تحر كتير. وأنا بحكي له لقيته فى وسط الكلام قال لي: مش خايفه تموتي عاصية؟ وابتدا يتدخل في معتقداتي مع ربنا وكمان كان بيسمح لماما و بابا يتكلموا عني من وجهة نظرهم، ويقوم يناقشني فيها. يعنى بابا اشتكى له إني قلعت الحجاب، فهو بقى عايز يعرف قلعت الحجاب ليه، وهل عندي أفكار دينية معينة”.
بعض الأطباء يصدرون أحكاماً على أفكار المريض ومعتقداته الخاصة جداً، التي لا ينبغي أن يكون للطبيب رأي فيها من الأساس! أما البعض، فيصل بهم الأمر إلى التحرش..
تحكي لنا (أ.ك): “رحت لدكتور بدأ يقولي كلام قذر ويتحرش بيا لفظياً، وكان عايز يعمل معايا علاقة”.
في النهاية عليكِ بالحذر والتعرف على الطبيب/ة ووضع النصائح المسرودة أعلاه في اعتبارك. وثقي بحدسك جيداً، مع تمنياتي بحياة أقل ألماً.
كتابة:شيماء محمود