هل الوصاية بقت مفهوم تربوي؟

تدبيس-الطرحة


كتابة: آية كمال – تصميم: شروق علي.

انتشر بوست لمعلمة من الإسكندرية، موجه لطالباتها:
“إن اللي هتدخل الحصة بلفة طرحة معيّنة، هتقف لها على باب الفصل بدبّاسة، وتدبّس لها الطرحة في رقبتها اللي فرحانة بيها”

وده تزامن مع انتشار بوست لمعلّم لغة إنجليزية بيمنع فيه دخول الطالبات “الغير الملتزمات بربط الحجاب” لحصصه في السنتر!

وهنا إحنا أمام مشهدين بنفس المضمون:
والسؤال هنا: إزاي معلم أو معلمة من المفترض إنهم بيساهموا في تشكيل وعي الطالبات يكونوا أول من يربط بين المظهر الخارجي لهن وبين مدى استحقاقهن أو أهليتهن للدخول للفصل أو السنتر، وترسيخ فكرة إن الجسد والمظهر هم مفتاح القبول أو الرفض المجتمعي في أي مكان للمرأة؟

بعض المعلمين بيخلطوا -للأسف- بين دورهم التربوي وبين الهيمنة. والسيطرة على الطالبات، وأجسادهن، وحدودهن الشخصية… زي التدخل في طريقة اللبس، أو تسريحة الشعر، وصولًا لغطاء الرأس.

والأسوأ هو التهديد، والسخرية، والتنمر، والإهانة -تحت شعار النُصح والتربية- وده نوع من أنواع العنف اللي بيتغاضى عنه المجتمع لأنه متغلف بشكل “حسن النية”… وده وصلنا لتداول المعلم والمعلمة للشكل ده من البوستات بكل أريحية وفخر على مواقع التواصل الاجتماعي!

إجبار البنات على لبس الحجاب، أو خلعه، أو أي شكل معيّن… هو انتهاك صريح لحقوقهن في أجسادهن، والمدرسة مش مكان لفرض الوصاية والوصم.

بالإضافة إلى إن المعلم أو المعلمة دورهم يساعدوا الطالبات في تعزيز حمايتهن لحدودهن الشخصية، وتشجيعهن على التفكير والاختيار بحرية.

المظهر مش وسيلة للقبول المجتمعي، وقيمة أي بنت مش في شكلها ولا في مدى مطابقتها لذوق أو معايير حد تاني…قيمتها في إنسانيتها، واختياراتها، وحريتها، واحترامها لذاتها.