حق الكد والسعاية

485770159_586700007759034_8521354982472180888_n

كتابة: أسما حسين

تصميم: شروق علي

“عايزانا نفكر بالمعقول ولا نتكلم بالمستحيل” دي الجملة اللي قالها المحامي لروجينا في مسلسل حسبة عمري لما سألته عن حق الكد والسعاية.

الجملة دي بتمثل الصراع المستمر حوالين فكرة حقوق الستات الاقتصادية في المجتمعات اللي بتهمش دورهن الرعائي غير المدفوع، زي رعاية البيت والأولاد ودعم شريكها عاطفيًا.

خلونا نعرف الأول معنى حق الكد والسعاية:

هو حق الفرد مقابل السعي والكد، وهو حق مكفول لكل من أسهم بجهده لتنمية أموال مملوكة لغيره.

وورد عن مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بأن حق الكد والسعاية هو حق الزوجة في ثروة زوجها. وشيخ الأزهر طالب بإعادة إحياء فتوى حق الكد والسعاية للمرأة، وبرر تلك الفتوى بالمستجدات العصرية اللي أوجبت على المرأة الخروج للعمل، وبالتالي أصبحت بتشارك الرجل في أعباء الحياة.

حق الكد والسعاية بيعترف بمساهمة المرأة في الثروة اللي اتجمعت أثناء فترة الزواج، بيتم التعامل معاه على إنه مستحيل بسبب قوانين الأحوال الشخصية الذكورية اللي بتعتمد على النفقة كحل وحيد، وبتتجاهل مفهوم اقتسام الثروة اللي تم جمعها بفضل مجهود الطرفين، إلى جانب عدم الاعتراف بالعمل المنزلي كعمل له قيمة اقتصادية رغم إن رعاية الأطفال، وإدارة شؤون البيت، ودعم الزوج نفسيا واجتماعيا.. كلها عوامل بتساهم بشكل غير مباشر في نجاحه المهني وتراكم ثروته.

غياب الإرادة التشريعية اللي بتخلي المطالب المشروعة دي، سواء في الكد والسعاية أو اقتسام الممتلكات، تبدو وكأنها “خارج المنطق” لأنها ببساطة مش موجودة في نصوص القانون.

المشهد بيكشف لنا قد إيه الحق ده مستبعد من النقاش العام ومهمش قانونيا، وده بيخلينا نسأل: هو المستحيل فعلا كامن في الفكرة نفسها؟ ولا في المنظومة اللي بتعيد إنتاج غياب العدالة وتهميش حقوق النساء؟