بعد انتشار خبر اغتصاب وقـتل الرضيعة “چانيت” ذات الـ 10 أشهر، جاءت ردود أفعال رواد موقع التواصل الاجتماعي بجانب استهجان الجريمة، تعجب البعض من الحادث وآخرون أنكروا حدوثه من الأساس، ولكن الواقع مختلف، فحادثة “چانيت” ليست الحادثة الأولى من نوعها. ونستطيع أن نلاحظ انتشار حوادث التحـرش والاعتداء الجنسي على الأطفال، نذكر منها حادثة الطفلة “زينة” التي تم إلقاؤها من سطح منزلها بعد أن اغــتصبها شابان بمحافظة بورسعيد في نوفمبر 2013، وفي العام التالي التالي وجدت جثة “هدى” ذات الـ 8 سنوات بمحافظة القليوبية بعد تعدي صديق والدها عليها جنـسيًا باغـتصابها حتى الموت، والأمثلة كثيرة ..
على الرغم من محاولة عدة أبحاث الوصول إلى أسباب ارتكاب جرائم الاعتداء على الأطفال إلا أن النتائج اختلفت وتباينت، فبعض الأبحاث أرجعت السبب إلى مرض البيدوفيليا (Pedophilia) أو “اشتهاء الأطفال” وهو يُصنف كاضطراب عقلي.
ففي عام 2019، نُشر مقال في صحيفة “نيويورك تايمز”، يتناول الأبعاد النفسية لمرض”اشتهاء الأطفال”، وتطوره ليتحول إلى اعتداء جنسي على الأطفال والرضع، بناء على إحدى الدراسات فمعظم تفضيلات مشتهي الأطفال لم تنضج مثل الآخرين، فهم يبقون منجذبين للفئة العمرية التي جذبتهم جنسيًا للمرة الأولى، وهناك إجماع علمي على أنه اضطراب “بيولوچي”، مما يعني أنه يمكن العثور على علاج له، فهذه الدراسات لا تعطي مبررًا لمرتكبي جرائم الاعتداء الجنسي على الأطفال، ولكنها تساعد على فهم بعض أسبابه، إما لاستئصاله أو الحد منه على أقل تقدير.
البيدوفيليا ليست سببًا للتحرش بطفل أو الاعتداء عليه جنسيًا، إذ إن كثيرين ممن يحملون هذه الخصلة البيولوجية تمكنوا من ردعها بشكل ذاتي.
وأشارت أبحاث أخرى إلى أن فئة كبيرة من المعتدين على الأطفال لا يشخصون بمرض البيدوفيليا من الأساس، وبالرغم من وجود عدة أبحاث تحاول فهم تلك الجريمة ذات الطابع الخاص، إلا أن كافة النتائج جاءت مختلفة ومتباينة فيما بينها.
لكن المؤكد أن مرتكبي هذه النوعية من الجرائم يستغلون حداثة سن المجنى عليهم وعفويتهم، ويقومون باستدراجهم. ولوحظ في العديد من القضايا أن بعض الأطفال يتعرضون للتحرش وهتـك العِرض من قِبَل جيرانهم وأقاربهم وأفراد عائلتهم .. والمؤكد أيضًا أن في مثل تلك الأوقات تحتاج عائلة المجني عليه/ـا تلقي كل الدعم الممكن، لا محاولة التشكيك بروايتهم أو إلقاء اللوم عليهم بدلًا من الجاني.