أخطر من الاكتئاب

سعاد-وشيرين

كتابة: آية كمال

تصميم: شروق علي

“متكتبليش دوا لعلاج الاكتئاب يا دكتور.. اكتبلي دوا للعلاج من الناس، دول أخطر من الاكتئاب.”

الجملة دي قالتها سعاد حسني لدكتورها الشخصي “د. عصام عبد الصمد”، وقت علاجها في لندن، وسجلها في كتابه “سعاد حسني: بعيدا عن الوطن.. ذكريات وحكايات”.

من أيام رجعت “شيرين عبد الوهاب” تغني في المغرب ضمن ختام الدورة العشرين من مهرجان موازين. رجوع كانت الناس منتظراه، مش بس عشان وحشتنا، لكن عشان شيرين، الإنسانة اللي كتير مننا حاسس إنه كبر معاها، وشاركته بصوتها كتير من مراحل حياته.

لكن بدل ما الناس تطبطب على مشوارها الطويل مع الألم والتعافي، أو حتى تنقاش العودة بشكل بناء، اتحولت السوشيال ميديا لساحة تنمر علني على شكلها، وجسمها، وتعبها، أو ساحات للنقد القاتل المغلف بغلاف النصيحة أو الرأي.

اللي بيحصل مع شيرين النهاردة، حصل مع سعاد إمبارح.

وقت مرضها، وزيادة وزنها، لكن من الإعلام وده اللي دفعها وبيدفع فنانين كتير للاختفاء الإجباري وقت حدوث أي تغير في شكلهم أو إصابتهم بأي مرض خوفا من الأحكام، كأن المفترض على الفنان يعيش طول عمره مجرد جسد تحت وصاية الجمهور.

وللأسف اللي بيحصل حاليا مش مجرد نقد، ده نوع من العنف.. عنف مغلّف في صورة “رأي” و”اهتمام”، لكنه عنف بيهز الثقة، ويهدم النفس، وبيخلي الاكتئاب صوت مسموع جوا دماغ أي فنان مش قادر يرضي كل العيون اللي بتراقبه.

بكل وضوح: أجساد الفنانات مش تحت الوصاية. مش من حق حد يمارس وصاية على شكل إنسان، مهما كان مشهور. والمشاهير دول مش روبوتات؛ دول بشر وجسمهم وشكلهم بيتغير طول الوقت.

شيرين، وسعاد، وكل واحدة مننا، من حقها تكون حقيقية، مش مثالية؛ من حقها تتعب، وتغيب، وتظهر بوزن مختلف، من غير جلد ومن غير ما تبقى مادة للسخرية والتنمر.

كتابة: آية كمال.

تصميم:شروق علي.

#بر_أمان#baraman